إن أي علم لابد أن يتوفر فيه مجموعة من الشروط والمحددات لكي يطلق عليه (علم) وإحدى هذه الشروط هي وجود الظواهر محددة أو متعددة يسعى إلى دراستها عن طريق البحث التي يقوم بها المهتمون بها.
علم الجغرافية مثلا يدرس الظواهر الطبيعية كالأمطار الرياح وغيرها، أما علم النفس فهو لديه ظواهر أو مجموعة كبيرة من الظواهر السلوكية التي يدرسها علم النفس وإن هذه الظواهر لفتت انتباه علماء علم النفس منها:
- ظاهرة الاضطراب النفسي.
- ظاهرة النمو أو التطور الفرد.
- ظاهرة التعلم فإن السلوك قد يتغير سلبًا أو إيجابًا.
- ظاهرة القلق.
- ظاهرة العنف.
- ظاهرة الفروق الفردية فإن الأفراد يختلفون فيما بينهم في الجوانب عدة منها القدرات وأساليب التفكير.
وغيرها من الظواهر المهمة للإنسان وهذه الظواهر يختلف تأثيرها من شخص إلى آخر.. فإن الظواهر النفسية هي: العمليات العقلية والمعرفية وتكون عقلية بسيطة كالإحساس والإدراك وكاللغة والتفكير وغيرها، ومعرفية حالات السمات الشخصية كالانفعالات والدافعية والإرادة والقدرات تقدم بطريقة تنظيمية وتوجيهيه.
وهناك من يقول بأن الظواهر النفسية هي متكونة من شقين هما الأول الظاهرة: وهي الصفة التي يتميز بها الشيء أو الإنسان وتكون على شكلين إما خارجية كالحركة أو داخلية كالتفكير والتذكر والشق الثاني: هو النفس.
أما عن الظواهر النفسية في المجال الرياضي؛ فالألعاب والفعاليات والأنشطة الرياضية عديدة فهي تتطلب العديد من الجوانب الأساسية التي يجب على الرياضي أو اللاعب امتلاكها، وأهم هذه الجوانب هي البدني والفسيولوجي والمهاري والخططي والنفسي.
ولهذا اعتبرت العوامل النفسية من الجوانب المهمة في إعداد الرياضي للوصول إلى المستوى العالي من الإنجاز، وهي من المكملات للمستوى الرياضي، وتساعد الرياضي على التكيف مع الضغوط المختلفة التي يتعرض لها قبل وخلال التدريب والمباريات وبعدها وهنا جاءت أهمية المعرفة للظواهر النفسية التي يتعرض لها اللاعبين أثناء الإعداد والتدريب وخوض المباراة فالظواهر النفسية في المجال الرياضي: هي الصفات إما يكتسبها اللاعب أو تكون موروثة؛ وقد تكون طويلة لفترة من الزمن أو قصيرة، فإما تساعد على ظهور الإيجابية فتعضد الأداء السلوك، أو تكون سلبية فتهبط بمستوى أداء اللاعب وسلوكه.. لهذا نتطرق إلى بعض الظواهر النفسية في المجال الرياضي.
الطاقة النفسية في الرياضة
جاء هذا المصطلح حديثا وكبديل عن الاستشارة الانفعالية والتنشيط وبالأخص في عام 1978م حيث تهدف الجهود الكبيرة التي يبذلها الملاك التدريبي والإدارة ومجموعة العناصر الأخرى للوصول بكل فرد من أفراد الفريق إلى الحالة البدنية والنفسية المثلى من خلال تحقيق متطلبات الوصول إلى ذلك الهدف.. الطاقة النفسية تعرف على إنها الشدة والحيوية والنشاط الذى يؤدى بها العقل الوظائف الموكلة إليه.. ينظر إلى الطاقة النفسية على أنها أكثر من نوع من النشاط والحيوية أو الشدة لوظائف العقل وأساسها الدفاعية.
ويمكن تحقيق الطاقة النفسية من خلال الآتي:
- معرفة اللاعب في كيفية السيطرة على أفكاره وتنظيمها، وهو ناتج تدريب المهارات النفسية التي تقع على عاتق المرشد النفسي.
- التدريب الذهني ويتم تحقيق ذلك الهدف جنبًا إلى جنب مع التدريب البدني وبمعرفة المصادر السلبية والإيجابية للطاقة النفسية تتصف كذلك، وأنها تختلف من لاعب إلى آخر من حيث كمياتها وتوقيتاتها مثل: تقدير اللاعب لطاقته النفسية وهو يسعى باتجاه كرة الخصم المتجهة نحو المرمى؛ وما هو تقدير اللاعب لطاقته وهو يواجه المرمى لتسديد ركلة من علامة الجزاء.
وهذا يؤكد بأن بعض الواجبات بالمواقف تتطلب دراجات عالية من الطاقة، وأخرى متوسطة ومنخفضة، ومركزًا بحسب الحاجة الملائمة لتحقيق الطاقة المثلى الملائمة لأداء أمثل.
اتفق معظم علماء علم النفس الرياضي على تحديد مصدري تعبئة الطاقة النفسية وهي كالآتي:
— المصادر الإيجابية: التي تجعل الممارسة الرياضية مصدر للراحة النفسية والثقة بالنفس والسعي للنجاح وتحقيق الطموح وتتضمن:
1- الإثارة: تتم من خلال استخدام المدرب لإجراءات تجعل البيئة الرياضية أكثر تشويقًا ومتعة للاعب.
2- المتعة: وتتم من خلال تصوير العملية التدريبية والممارسة العملية السهلة؛ يحس اللاعب من خلالها بسرور بالأداء.
3- التحدي: يجب أن يتم رسم أحداث اللاعب في حدود قدراته.
4- القلق الميسر: قد يكون قوة دافعة إيجابية مما يجعل المدرب يعمل على عدم تخطي الحد الفاصل ليكون القلق سلبي.
5- الثقة بالنفس: يجب أن يؤمن اللاعب بقدراته على النجاح والتفوق، وأن أداءه سيكون جيدًا في المنافسة، وان قدراته تؤهله إلى ذلك.
6- الطموح: يجب أن يتميز طموح اللاعب بالقرب من مقدرته، وبعيدًا عن المبالغة بحيث يمكن الوصول إليه.
— المصادر السلبية: وتتمثل بالآتي:
1-التوتر: ويحدث نتيجة إدراك اللاعب بعدم التوازن بين قدرته، وبين ما هو مطلوب منه؛ مع شعوره بأهمية المنافسة.
2- القلق المعسر: يكون قوة دافعة سلبية عند تجاوز حدور القلق المثلى.
3- الغضب: استثارة انفعالية قصيرة الأمد تثيرها مواقف العدوان والتهديد في الساحة تدفع اللاعب للاستثارة.
4- التعب: وهو فرط إنفاق الجهد البدني للاعب، وقد يكون عقليًا أو نفسيًا كلاهما يتوتر في الاستثارة.
5- النتائج السلبية في المنافسات: عندما تتعاقب النتائج السلبية تولد فقدان الثقة بالنفس وانهيار الادراكية.
-الطاقة النفسية وعلاقتها بالأداء الرياضي.
يمكن توضيح العلاقة من خلال عرض النظريات الاتية:
1- فرضية (نظرية الحافز): تشير نظرية الحافز إلى أن العلاقة بين الاستثارة والأداء هي علاقة طردية خطية، هذا يعني أن ارتفاع شدة الاستثارة يؤدي إلى تحسين الأداء، أي أن أداء الرياضي يتحسن كلما كانت لديه استثارية كافية.. أي أن مستوى الطاقة النفسية يؤدي إلى تحسين أداء المهارات الرياضية.
2- فرضية (نظرية العلاقة المنحنية؛ حرف u المقلوب): الأساس الذي تقوم علية العلاقة المنحنية إذ أن الطاقة النفسية تزداد من المستويات المنخفضة جدًا ويصاحبها تحسن في الأداء حتى نقطة ومنطقة معينة؛ وبالتالي يؤدي الرياضي عندها أفضل قدراته، وهذا يعني أنه كلما ارتفعت مستويات الاستثارة كلما ازدادت درجة جودة الأداء إلى نقطة معينة يطلق عليها مصطلح “الأداء الأفضل” وبعد هذه النقطة فإن زيادة الاستثارة تؤدي إلى نقص في الأداء والجودة تدريجيا.
وعند حدوث زيادة بعد ذلك في الطاقة النفسية فإن الأداء يتأثر سلبيا، وهذا المدى الذي يكون الأداء فيه أعلى مستوى يطلق عليه منطقة الطاقة المثلى؛ وبهذا فإن الطاقة النفسية بالنسبة إلى نظرية حرف u تتجه إلى اتجاهين هما:
- اتجاه تصاعدي: يهدف للانتقال من الطاقة المنخفضة إلى الطاقة العالية ويتحكم بذلك المتغيرات المرتقبة للأداء والحاجة إلى الطاقة.
- سحب الطاقة النفسية: وبه يتم العمل على خفض مستويات الطاقة النفسية وأن المرشد أو المدرب هو (التعبئة النفسية)؛ وبهذا يرتبط مفهوم الطاقة النفسية بمصطلحات وهي:
— تعبئة الطاقة النفسية: تتمثل الاجراءات التي يتخذها المدرب أو المرشد مع اللاعب أو اللاعب مع النفسية في بعض الأحيان.
— انهيار الطاقة النفسية: تحدث عندما تزداد التعبئة النفسية بدرجة كبيرة ويكون مصدرها سلبيا.
— الطاقة النفسية المثلى: هي أفضل حالة لدى اللاعب من حيث الاستعداد النفسي ويطلق عليها حالة الطلاقة النفسية.
يأتي بعد ذلك الاحتراق النفسي والضغوط النفسية والعدوان، ولكل منهما تفاصيل كبيرة وكثيرة؛ لا يتسع المجال لذكرها هنا.