حمق الحوثية يشعل الصراع الدولي في البحر الأحمر

أ/ شهاب السماوي
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية تنفيذ المخططات الإيرانية وأطماع طهران في الحصول على موطئ قدمٍ في البحر الأحمر، استهدافها للسفن التجارية وتهديدها للملاحة في البحر الأحمر غير مكترثة بما سينجم عن مغامراتها غير المحسوبة من انعكاسات كارثية على حاضر ومستقبل اليمن واليمنيين.
وفي الوقت الذي تحولت البيانات العسكرية التي تعلنها المليشيا وتتباهى فيها باستهداف السفن في البحر الأحمر، إلى عنوانٍ متكرر لحدث يومي توجهه المليشيا لخدمة أهدافها ومشاريعها وتوجهاتها لملشنة الشعب اليمني وادخاله في مواجهة غير متكافئة مع قوى دولية، يشهد العالم حراكاً سياسياً وتحركات عسكرية تشير إلى أن مليشيا الحوثي في حسابات المصالح الدولية وأجندات الدول الكبرى أشبه بدبوسٍ تم وضعه لتوجيه البوصلة نحو ميدان المواجهة في خارطة الصراع على المضايق والممرات البحرية.
تداعيات العمليات الارهابية التي شنتها وتشنها مليشيا الحوثي على السفن التجارية كشفت زيف مزاعمها في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني وشن حرب ضد إسرائيل لإجبارها على إيقاف عدوانها على قطاع غزة، وأكدت أن ما تقوم به يأتي في إطار مخطط يستهدف عسكرة البحر الأحمر وإعادته إلى مربع الصراعات التي شهدها في حقبٍ تاريخية متعددة كان آخرها الصراع الذي شهدته منطقة باب المندب في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بين كلٍ من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا.
وبإعلان الاتحاد الأوروبي إرسال قوة بحرية لحماية السفن التجارية من هجمات مليشيا الحوثي وتأمين ممر الملاحة الدولية، بعد أقل من شهر على تشكيل تحالفٍ عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تزداد سيناريوهات الصراع تكشفاً، وتتجلى الكثير من الحقائق التي تؤكد تضارب المصالح الأمريكية مع المصالح الأوروبية واختلاف سيناريوهات واشنطن وأجنداتها في المنطقة عن سيناريوهات بروكسل.
مراقبون اعتبروا أن إحجام الدول الأوروبية عن الانضمام لتحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته وتقوده أمريكا، واتجاهها لتشكيل وإرسال قوة بحرية للقيام بنفس المهام في البحر الأحمر، تأكيد على أن لدى دول الاتحاد الأوروبي توجهات جديدة، وترى أن دخولها في تحالفٍ مع واشنطن سيؤثر على مصالحها التي تخشى فقدانها إذا ما استمرت في تبعيتها العسكرية لأمريكا التي تسعى مع بريطانيا لفرض هيمنتهما على البحر الأحمر وباب المندب على حساب فرنسا التي ما تزال تحتفظ بقواعد لها في جيبوتي ولن تتنازل عما تعتبره حقاً تاريخيا لأمريكا.
وأشاروا إلى أن تسابق القوى الدولية على البحر الأحمر لن ينحصر على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسيشهد دخول قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا ودول أسيوية في معترك الصراع على الممرات البحرية، التي تتربع على عرش الأهمية الاستراتيجية عند الحديث عن النقل البحري، والتي يمثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب أبرزها لما له من أهميته عالمية كأقصر الطرق البحرية التى تربط بين الشرق والغرب.