كتابات وآراء

الإرهاب بين الواقع الممول والتصنيف المعطل

“افتتاحية العدد ٧٢”

يبدو أن العالم فتح أعينه مؤخرًا على إرهاب المليشيات الحوثية ونظائرها؛ بينما ممارساتها اليومية تؤكد للشعب بما لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب متأصل في هذه الجماعة، وبشكل يوازي أو يفوق القاعدة وداعش؛ على اعتبار أن استخدام العنف أو التهديد بالعنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية أو الدينية أو الاجتماعية هو الإرهاب؛ فكم هي الوقائع والمآسي والكوارث والنكبات والجرائم والمنكرات التي لشدة وتكرار حدوثها تلتصق بهذه الجماعة كمرادف لاسمها، وحالة توصيفية لشكلها وجوهرها ومضمونها.

عانى العالم ولا يزال يعاني من نير هذا العته المتطرف، والحمق الأرعن، والأوهام النرجسية، والهلوسة الأيديولوجية، والحقد الأعمى على الإنسانية، وكره السلام، والتنكر للفضيلة والقيم، والتملص من الانضباط بالدساتير والقوانين والتشريعات السماوية والوضعية، والإضرار بالناس بمختلف الوسائل والسبل؛ تحت تأثير الأطماع السلطوية والنفوذ، وعبادة المادة والدنيا، وصحبة الشيطان والقيام نيابة عنه بأعماله وزيادة.

المليشيات الحوثية إرهابية تمامًا مع أنها دمية لا تملك قرار؛ حولت حياة الشعب اليمني إلى جحيم، وساعدها في ذلك شركاءها في الربيع المشؤوم، الذي ساندوها واعترفوا بها واعتذروا لها وداهنوها، وكذلك من اعتبروها شماعة لممارسة الفساد والنهب والسلب والإثراء غير المشروع ممن تظلهم الشرعية اللاشرعية.

لا بقاء للإرهابيين بيننا ولا معنا، قضيتنا في اليمن مستمرة، وكفاحنا لن يتوقف، فأهدافنا السبتمبرية واضحة، وشهداؤنا قدوتنا في التضحية والفداء وبذل الغالي والنفيس من أجل أن يرفرف علم الجمهورية اليمنية عاليًا في سماء كل ترابنا الثمين وبحرنا الزاخر وجزرنا الذهبية ومنشآتنا الحيوية، ومهما تمادى الإرهابيون والمخربون والفاسدون ستبقى اليمن، وسيذهبون جارين أذيال الهزيمة والخسارة والأوزار.

ونقولها بكل صراحة ووضوح: محاربة الإرهاب مهمة الجميع، ابتداءً من تعزيز التعاون كتبادل المعلومات وتنبيه المخاطر والتعاون في التحقيقات والعمليات الأمنية؛ واستهداف جذور الإرهاب بمكافحة التطرف، ودعم التعليم الديني المعتدل، وتوفير فرص اقتصادية واجتماعية للشباب.. وللرقابة على الحدود والمنافذ البرية والبحرية أهمية بالغة لمنع تدفق الأفراد والموارد إلى المناطق المتطرفة؛ مع ضمان احترام حقوق الإنسان وتوفير نظام قضائي عادل وفعّال لمحاكمة المتورطين في أعمال الإرهاب بشكل علني وشفاف ضمانًا للردع؛ وتقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة؛ والتوعية والتثقيف بأضرار الإرهاب والتطرف، وتوسيع نطاق قيم التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان والمذاهب والقناعات؛ بالتزامن مع محاربة تدفق الأموال والموارد المالية إلى المنظمات الإرهابية من خلال تشديد الرقابة المالية وتبادل المعلومات.

يجب ألا يُكتفى بالتوصيف والتصنيف؛ بل لزامًا أن يتعدى ذلك لمعالجة هذه الظاهرة الخبيثة، واقتلاع جذورها من الأوساط والعقول والأطراف؛ وأن تكون هناك خطوات جادة وملموسة وعاجلة؛ وذلك ميسور جدًا للقوى الكبرى التي تظهر خلاف ما تبطن، وتمارس أدوار متناقضة إن تبرأت بعضها من دعم وتمويل وخلق الجماعات المتطرفة التي تنتمي لها جماعة الحوثي وأخواتها.

يتطلب الأمر جهودًا وتعاونًا دوليًا قويًا ومستمرًا ومتواصلا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ليعم الأمن والسلام، وتتنفس الشعوب الصعداء، ويتحقق العدل والرفاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى