وداعاً أيها الصديق والأخ والرفيق

د/ جمال الحميري
في فجر يوم الأربعاء الساعة 5 صباحًا الموافق 3 يوليو 2024م، أتانا خبر صاعق بوفاة الصديق والزميل والأخ والرفيق الأستاذ الدكتور/ صادق عبده سيف المخلافي، أستاذ التربية الخاصة المشارك في قسم التربية الخاصة – كلية التربية – جامعة تعز، والقائم بأعمال رئيس المؤتمر الشعبي العام فرع الجامعة.
وبرحيله الذي يعد خسارة لجامعة تعز، كونه أحد أعمدتها وإعلامها المتميزين، الذي ترك بصماته وأثره الطيب في نفوس طلابه وزملائه وكل من عرفه.
وخسارة أيضًا على مستوى المحافظة، حيث خسرت تعز أحد الشخصيات الاجتماعية التي تحضى بثقل ووزن أكاديمي واجتماعي بالمحافظة.
وبرحيله يكون المؤتمر الشعبي العام قد خسر واحد من فرسانه الأوائل الأوفياء، وخيرة قياداته الذي كان محط احترام وتقدير الجميع.
وبهذا فقد خسر الوطن بشكل عام أحد الكوادر الوطنية الوفية.
صادق الوفاء الصدوق تراه حينما تلقاه- حتى في خضم الأزمات والمعاناة- باسم المحيا، هادئ الطبع، دمث الخلق، لا يثور ولا يشتط، يشع أملا وثقة بنفسه وبمن حوله؛ لم يتوان عن تلبية أي طلب أو خدمة لصديق أو غريب، كان رائد من رواد العلم والأخلاق، متفوقا من صغره.. حصل على درجة الليسانس آداب علم اجتماع مساند علم نفس من جامعة صنعاء عام ١٩٩٠م.
كما حصل على درجة الماجستير في الصحة النفسية بتقدير ممتاز، مع التوصية بالتبادل من كلية التربية جامعة عين شمس بجمهورية مصر عام ٢٠٠١م.
وحصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة بمصر بتقدير ممتاز مع التوصية بالتبادل عام ٢٠٠٥م.
شغل العديد من المراكز الأكاديمية كان آخرها عميدًا لمركز الإرشاد والبحوث النفسية في جامعة تعز.
نشر العديد من الدراسات والبحوث العلمية منها على سبيل المثال لا الحصر:
– استراتيجيات التعاون اليمني الصيني مستقبلا في مجال الصحة والتعليم في ضوء اتفاقية التعاون العربي الصيني وآلياتها المتعددة.
– الوحدة وعلاقتها بصورة الجسم لدى مرضى الجذام في تعز.
– الذكاء اللغوي وقدرته في التنبؤ بمهارات التوجه والحركة لدى الأطفال المكفوفين.
– التسويق الأكاديمي وعلاقته بالمناخ الجامعي لدى الطلبة ذو الإعاقة في بعض الجامعات اليمنية.
– واقع التعليم العام ومشكلاته بمحافظة تعز.
– الصلابة النفسية لدى أمهات المعاقين عقليا في ضوء بعض المتغيرات.
– اتجاهات طالبات التربية الخاصة نحو الزواج من المعاقين بصريًا.
– السمات النفسية والاجتماعية المفضلة في عضو هيئة التدريس.
– اتجاهات الشباب الجامعي نحو المرأة اليمنية.
كما أشرف على خمسة عشر رسالة لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى أنه كان مناقشا لعشرين رسالة ماجستير ودكتوراة.
كما له العديد من المشاركات العلمية والتربوية والصحية، كما شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية.
الحديث عن الفقيد يطول ولا ينتهي، هناك الكثير من المحطات والمراحل والمنعطفات كانت له مواقف جمة علمية ووطنية واجتماعية وتنظيمية؛ تعبر كلها عن عمق انتمائه للوطن، وعن وعي عميق بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه؛ متسلحاً دوماً بإيمان عميق، وبوعي شجاع، ووضوح وإقدام؛ تعلو لديه المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
صادق الذي سحر الكثيرين بأخلاقه هو ذلك الأكاديمي المُحنط بنور الحبر السماوي، وهو ذلك الرجل الذي لا يعيش في أزقة الأوهام والأحلام والعبث والضعف، والذي برحيله أصاب مستقبل جيل بوجع، فرحيله رحيل فجر نام على عتبات ضوء الشمس ولا زالت الأنداء وعبرات الرفاق والأصحاب تضج من هول الفاجعة.
إن قلوبنا تعتصر ألماً على فراقه، ولا يسعنا جميعاً أمام هذا المصاب الجلل سوى الدعاء للمولى عز وجل أن يغفر له وأن يتقبله مع الصديقين ويجعل الجنة مستقره ومثواه.. إن رحلت عنا جسداً فلست عن قلوبنا براحل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.