“سيباك تاكرو”.. رياضة غريبة ومجهولة لنا؛ تم اختراعها عام 1960 باتفاق رباعي ضم ماليزيا وسنغافورة وتايلاند وميانمار، وتأسس اتحادها الدولي عام 1988م، واعترفت بها الألعاب الآسيوية منذ دورة عام 1990م؛ تشبه الكرة الطائرة لكنها تلعب بالقدم وليس اليد.. وهو تحد جديد للإنسان عمومًا في أن يجيد التحكم بالكرة بقدمه وليس بيده؛ فالقدم رغم أنها الأقوى وتحمل الإنسان وتحفظ توازنه وتمنحه القدرة على الحركة؛ لكن اليد هي الأكثر مرونة ورشاقة؛ ومقابل استخدامات قليلة للقدم رغم أهميتها؛ فإن اليد يستخدمها الإنسان لتناول الطعام والإشارة والمصافحة والتحية والتصفيق وحمل الأشياء والكتابة والعزف والرسم والبديل أحيانًا عن الكلام سواءً للتعبير عن الحب والإعجاب أو تأكيد الإساءة والإهانة.
يتولى الاتحاد الدولي لـ”سيباك تاكرو” (ISTAF) مسؤولية إدارة اللعبة عالميا، وهو المسؤول عن بطولة كأس العالم لها، وسلسلة السوبر وكأس ملك تايلاند وكأس “خير جوهري” في ماليزيا.. وتتشابه سيباك تاكرو مع رياضات وطنية في دول شرق آسيا، مثل “سيباك راغا” في بروناي وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، و”تاكارو” و”راغا راغا” في إندونيسيا، و”سيبا” في الفلبين و”تشينلوني” في ميانمار، و”تاكارو” في تايلاند و”سيك داي” في كمبوديا.. وهناك أيضاً ألعاب مرتبطة بها مثل “كوجو” في الصين، و”دا كاو” في فيتنام، و”جيغيتشاغي” في كوريا، و”كيماري” في اليابان.
يقول الكاتب والمؤرخ الرياضي ياسر أيوب: “مع كامل الاحترام لكل الأسباب التاريخية والاجتماعية التي منحت كرة القدم شهرتها العالمية الطاغية؛ إلا أن أساتذة وباحثين كثيرين أكدوا أن أهم الأسباب هو أنها لعبة الكرة الوحيدة التي تعتمد على القدم بعكس بقية ألعاب الكرة: كرة اليد والسلة والطائرة وكرة القدم الأمريكية والجولف والرجبى وكرة الماء والتنس وتنس الطاولة والإسكواش والهوكى والبيسبول.
الناس في عمومهم يستهويهم أكثر من يستطيع التحكم بالكرة بالقدم وليس اليد حتى دون أن ينتبهوا لذلك؛ وتخيلت لو أن اللعبة خرجت من القفص الأسيوي للعالم كله وبدأ الناس يشاهدون الكرة الطائرة الملعوبة بالقدم وليس اليد .. فقد تحقق هذه اللعبة وقتها شهرة ونجاحًا ربما أكثر من الكرة الطائرة نفسها لصعوبة أن يمنع اللاعب الكرة من السقوط في ملعبه دون أن يستخدم يديه.. وتخيلت أيضًا لو تم اختراع لعبة جديدة يلعبون فيها كرة السلة بالقدم وليس اليد والتحدي الهائل وكيف ينجح اللاعب في تسديد الكرة بقدمه ليضعها في السلة.
التنس والريشة الطائرة أو الجولف واستخدام القدم لتسديد الكرة إلى الحفرة لتالية دون يد ومضرب؛ وأعترف من الآن أنه مجرد خيال لكن المؤكد علميًا أن لاعبي كرة القدم يملكون موهبة استثنائية لا يملكها لاعبو بقية ألعاب الكرة.. فمن الصعب التحكم بالكرة باستخدام قدم لا تملك انسيابية ومرونة اليد.. وأكد العلماء أن القدم هي سر تعلق الناس بكرة القدم إعجابا واحتراما لما يستطيعه الإنسان باستخدام القدم”.
تلعب سيباك تاكرو على ملعب مساحته تشابه مساحة ملعب كرة الريشة للزوجي؛ بدأت الرياضة في جنوب شرق آسيا ودخلت دورة الألعاب الآسيوية أول مرة عام 1990م، كما كان رياضة استعراضية في دورة ألعاب الكومنولث في عام 1998م في كوالالمبور؛ تعتبر رياضة وطنية في ماليزيا.
تعد بطولات كأس الملك الدولية للسيباك تاكرو أشهر البطولات لهذه اللعبة، وأقيمت 21 مرة حتى عام 2006م، منتخب تايلند هو الأكثر فوزاً بالبطولة حيث فاز في 19 مرة من الـ 21 بطولة، كما ربح أربع مرات في مسابقات الرجال في دورة الألعاب الآسيوية في الأعوام 1994، و1998، و2002، و2006م، في حين يعتبر منتخب ماليزيا ثاني أشهر فرق السيباك تاكرو حيث ربح بقية البطولات (كأس الملك مرتين وأول بطولة سيباك تاكرو في دورة الألعاب الآسيوية عام 1990م).. الدول الأخرى التي تشارك غالباً في مسابقات السيباك تاكرو هي ميانمار وكوريا واليابان والصين وفيتنام.
تجرى مباراة السيباك تاكرو بين فريقين، كل فريق منهما مكون من ثلاثة لاعبين (ريغو)، مساحة الملعب المخصص للرياضة هي 13.4 × 6.1 م، الملعب مقسم إلى نصفين بواسطة شبكة، طولها في مسابقات الرجال أكبر من النساء، كرة السيباك تاكرو وزنها 250 غراماً تقريباً، من أبرز قواعد اللعبة أنه لا يمكن للاعب لمس الكرة بيده، كما يحق للاعب لمس الكرة ثلاث مرات متعاقبة.
توجد 3 بلدان عربية فقط مسجلة لدى الاتحاد الدولي لسيباك تاكرو وهي السودان من أفريقيا وعمان وقطر من آسيا.. لكن اللعبة حققت انتشارا واسعا في أوروبا، حيث تمارسها من القارة العجوز دول النمسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وبولندا والبرتغال وروسيا وصربيا وسويسرا وتركيا وفنلندا وبلغاريا وفرنسا، ومن الأمريكتين البرازيل وكوبا وكولومبيا وكندا والمكسيك وأمريكا والأرجنتين.
