ذكرى تفجير جامع دار الرئاسة: محطة تستدعي التأمل بإنصاف

أ/ عمر الشلح

بهذه الجريمة النكراء تحولت اليمن من حال إلى حال، وتوالت الكوارث والمآسي على الوطن، وانكشف الوجه الحقيقي لقوى النفاق والظلام التي تتلبس بالدين وتنتهك حرمات المقدسات والشعائر.

لم يكن حينها استهداف لقادة الدولة وكبار المجتمع فحسب بل كان مروقًا من الدين وانتهاكًا صارخًا للقيم وحرمة المساجد، وتجاوزًا لحدود الله في استهداف المصلين بجمعة لها مكانة عند اليمنيين الذي يعتبروها “نقطة تحول في التأريخ نتاجًا عن لحظة دخول الإسلام أفواجًا برضا وقناعة واختيار للحق والصواب؛ وتحمل مسؤولية نشر دين الرحمة والسلام وحمل راية الهدى في ربوع الكون.

إن مرتكبي هذه الجريمة تنكروا للشرع والقانون، وتقربوا للشيطان وجنده بأبشع وأفضع جريمة استجلبت ما تلاها من خراب ودمار وفاقة ومجاعات وعار وشنار.

من تبوؤا إثمها يحملون أوزارها وما تلاها من “مظالم وانتهاكات وخروج عن العرف والقيم وتجاوز لحدود الإنسانية”.

جريمة دار الرئاسة كانت المدخل الحقيقي لكل هذه النكبات، ومنبع الكوارث، وبداية سُبُل ودروب الانحراف والزيغ وانهيار الأخلاق واستشراء المنكرات وتوسع دائرة المظالم وامتهان الجرائم وإباحة الدماء والتحول من الأمن والاستقرار للفوضى والتخريب.

Exit mobile version