د/ جمال الحميري
عندما نتحدث عن ال24 من أغسطس من العام 1982م إنما نتحدث عن تحول تاريخي للحياة السياسية في اليمن.
البداية كانت في الثمانينات والتى شهدت فيها اليمن صراعات كبيرة شمالاً وجنوباً واضطرابا كبيرا في العلاقات الخارجية
نستطيع القول بأن اليمن كانت تعيش فراغا دستوريا وقانونيا وسياسيا وانهيارا أمنيا .
ومن هنا جاءت فكرة الميثاق الوطني والذي صاغه خيرة ابناء اليمن من مثقفين وعلماء واكاديمين ومناضلين وسياسين ووجاهات اجتماعية، فاجتمعت هذه النخبة والشخصيات الموجودة في اليمن وصاغت رؤية شاملة ممثلة بالميثاق الوطني الذي اجمع عليه اليمنيون وتم الاستفتاء عليه.
تأسس المؤتمر على منظومة متكاملة من تجارب وبرامج القيادات والحركات الوطنية اليمنية في القرن الماضي، واستلهم المُثل الوطنية العليا والأهداف الكبرى المشتركة الموجودة في معظم تصورات واطروحات واحلام وطنية على مدى اكثر من نصف قرن الثورة و الاستقلال والسيادة، الحرية و التنمية والتحديث والديمقراطية والعدالة، والمواطنة المتساوية ووحدة الكيان اليمني.
إن المؤتمر أكبر من مجرد حزب، إنه عنوان كبير تنطوي في إطاره مجموعة واسعة من الإنتماءات والتكوينات الإجتماعية الأصيلة والخلفيات والخصوصيات المحلية.
لذلك عندما نتحدث عن المؤتمر الشعبي العام ومكانته وجمهوره العريض المتواجد في كل محافظة وفي كل مديرية وفي كل عزلة وفي كل قرية وفي كل بيت يمني فإننا نتحدث عن بعد تاريخي وإجتماعي راسخ في الذاكرة اليمنية العريقة كونه ليس حديثاً
عن حزب سياسي معين فحسب بل هو حديث عن حاضنه وقوة سياسية واجتماعية وفكرية لكل اليمنيين، فضلاً كونه نموذجاً عن الوسطيه والإعتدال والتسامح والمبادئ والوضوح والشمول والمرونه، وفكر عريق وراق قل نظيره في المنطقة العربية كونه ولد من رحم التربة اليمنية ولن يكن فرعاً مستورداً من الخارج كما هو حال الكثير من التنظيمات.
كم هو مؤلم ومحزن عندما أتحدث أو أكتب هذه الكلمات القصيرة التي لا نستطيع أن نوفي هذا التنظيم حقه سواء على المستوى السياسي أو التنموي أو الانجازات التي تحققت في عهد حكومه، خاصة وقد فقدنا القائد المؤسس الشهيد الزعيم على عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين العام عارف عوض الزوكا رحمة الله تغشاهم الذين استشهدوا بكل شجاعة وكرامة وثبات مدافعين عن الجمهورية والمبادئ الوطنية، وستظل حادثة استشهادهم فخرا لكل يمني شريف و كل مؤتمري مخلص لوطنه ولحزبه .
إن التحديات التى يواجهها المؤتمر منذ أزمة العام 2011 جعلت المؤتمر قوياً متماسكاً بحاضنته الشعبية وقواعده الوفية وسيظل المؤتمر الشعبي العام في الحاضر والمستقبل هو الرائد والأهم والأكبر في الساحة الوطنية على مستوى المحافظات والمديريات، وسيظل التنظيم الأكثر حضورًا شعبياً بكل قوة وثبات وتماسك والأقرب إلى الناس والأكثر قدرة على التعاطي بمرونة مع كل التحديات والصعوبات واستطاع أن يتجاوزها بشكل لم يتوقعه الكثيرون، وكل ذلك من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية وإلتزامه بقضايا الشعب وهمومه وتطلعاته، متمسكاً بقيم التسامح والوسطية والاعتدال والانفتاح بعيداً عن كل أشكال التعصب والمناطقية وحريصاً على الوحدة الوطنية ومحافظا على النسيج الاجتماعي وعلى أمن واستقرار الوطن وسيادته وسلامة أراضيه وإقامة أوثق علاقات الإخاء والتعاون والتعايش والسلام مع الأشقاء والجيران والأصدقاء.
إن مستقبل تنظيماً الرائد اليوم يرتبط إرتباطاً عميقاً ومصيرياً بمستقبل الدولة الوطنية اليمنية الموحدة.
وهو أساس لا غنى عنه لأي نجاح أو محاولة حقيقة تهدف إلى إحياء تجربة الدولة الوطنية التى أخذت تتداعى بفعل ضربات خبيثة من معول الطائفية والمناطقية والتدخلات الخارجية.
ونؤكد هنا على وحدة التنظيم ووحدة الصف الوطني ونجدها فرصة لنجدد التأكيد على مطالبة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن برفع وإلغاء العقوبات الجائرة على الزعيم الشهيد على عبدالله صالح وسعادة السفير أحمد على عبداله صالح نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام.
وفي الأخير نجدد الوفاء والعهد لوطننا وحزبنا الرائد وعلى مبادئ الميثاق والنظام متمسكين بالنظام الداخلي ووصايا الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه.. تحيا الجمهورية اليمنية،،،