العسكرة الأمريكية!

أ/ عبدالوهاب الروحاني
لم تعد إدارة الرئيس بايدن تدري اين تحارب، ومن تحارب، ولماذا تحارب؟!
الخرف الذي يعاني منه الرئيس بايدن انتشر في جسد الإدارة العجوز، فأصابها بشيء من الهوس، ولذلك هي تحارب بلا وعي في أماكن مختلفة من العالم:
• تحارب بالشراكة مع الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة بالسلاح والمال والعتاد دعما لتنفيذ جرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي ضد شعب أعزل منعوا عنه حتى الماء والغذاء والدواء والمأوى.. ومع كل هذا الدمار لم تستطع مع الاحتلال أن تحقق نصرا يذكر ضد حركة تحرير وطنية اذهلت العالم بقدرتها على الصمود والمقاومة.
• تحارب أمريكا في اليمن منذ تسع سنوات، قتلت مع حلفائها الاقليميين والميليشيات اليمنية المتقاتلة مئات الآلاف من الأبرياء، واليوم تنفذ اعتداءات جديدة بمبرر حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهي بذلك تنتهك بهوس السيادة اليمنية والقانون الدولي وتعمل على:
– إشعال الحرب وتوسيع نطاقها في المنطقة
– عسكرة البحر الأحمر، واستدعاء من القوى الدولية للتدافع والاحتشاد.
– تأزيم حركة الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.
• تحارب أمريكا روسيا في أوكرانيا.. تقدم الأوكرانيين فيها قرابين لطموحاتها المجنونة في التمدد والسيطرة في شرق أوروبا، في محاولة بائسة لإخضاع روسيا لهيمنتها والسيطرة على إمكاناتها ومواردها.. ولكنها الى الآن من فشل إلى فشل.
• تتهيأ واشنطن لمحاربة الصين حينا باسم تايوان وحينا باسم هونج كونج، وتهدد باشعال حرب مدمرة في بحر الصين الجنوبي.
• تخلق الولايات المتحدة ظروف المواجهة في شبه الجزيرة الكورية، التي حولتها الى منطقة توتر دائم.
الولايات المتحدة تعاني من مأزق في جبهات متعددة وعلى المستويين الداخلي والخارجي، ولا تزال شهيتها مفتوحة لتفجير مواقف جديدة في الشرق الأوسط، وفي أكثر من منطقة في العالم.
فقدت الولايات المتحدة دورها ومكانتها تدريجيا ليس فقط في العالم، وإنما في الداخل الأمريكي أيضًا؛ فالمواطن الامريكي أصبح يرى كيف أن حكومته تبدد إمكانيات دافعي الضرائب لحروب عبثية مدمرة، وغير أخلاقية لا علاقة لها بالشعب الأمريكي، الذي يعاني من انعكاساتها على حياته وظروف معيشته اليومية.
غزة وقتل الأطفال والنساء، وتجريف المقابر، وحرب التدمير الشاملة التي تشنها قوات الاحتلال بأسلحة وأموال أمريكية كشفت عن قبح الوجه الأمريكي، وعن ازدواجية المعايير التي تتعامل بها.
ببساطة الولايات المتحدة تعاني من تخبط وفوضى افقدتها مصداقيتها حول الديمقراطية، وحقوق الانسان، التي تغنت بها خلال عقود مضت.