الأخبار المحلية

الشتاء القاسي يزيد من مصاعب اليمنيين في 12 محافظة

يؤدّي الشتاء هذا العام إلى سلسلة جديدة من التحديات، إذ تواجه الأسر المقيمة في بعض مديريات محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب والبيضاء وأمانة العاصمة والضالع وصعدة ومارب أعلى مخاطر الطقس الشتوي القاسي.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن في تقرير أصدره أخيراً أن سنوات من المصاعب الهائلة كالحرب والأزمة الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة وفقدان سبل العيش، ستزيد من تعقيد تحديات الشتاء.

وتشير التقديرات إلى أن الظروف الجوية القاسية في موسم الشتاء توثّر على أكثر من 900 ألف شخص (134 ألف أسرة) في 68 مديرية في 12 محافظة، بما في ذلك النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة.

وبعد هطول الأمطار الغزيرة والسيول هذا العام، يجلب الشتاء البرد القارس والظروف القاسية إلى معظم أنحاء اليمن، وسيكون النازحون معرّضين بشكل خاص لصدمات الشتاء.

وأكد التقرير الأممي أن مرتفعات اليمن الأكثر برودة من معظم العالم العربي بسبب ارتفاعها، تواجه درجات حرارة يمكن أن تنخفض إلى ما دون درجة التجمّد (صفر درجة مئوية) في أشهر الشتاء ما بين نوفمبر وفبراير.

وأشار التقرير إلى أن شركاء العمل الإنساني يعملون من أجل حماية المجتمعات الضعيفة من موسم الشتاء، إذ تعطى الأولوية للعائلات التي هي في أمسّ الحاجة إلى العزل والحماية من شدّة البرودة.
وتتطلّب استراتيجية الاستجابة لفصل الشتاء لقطاع المأوى 9.8 مليون دولار للوصول إلى حوالي 81.3 ألف أسرة من الأسر الأكثر ضعفاً المنتشرة في 12 محافظة.

وعلى الرغم من الطبيعة القاسية لجهود الاستعداد لفصل الشتاء، لا يزال تأمين التمويل الكافي يمثّل تحدياً كبيراً.

ولم تصل الأمم المتحدة حتى الآن سوى إلى 18% من المستهدفين في قطاع المأوى والمواد غير الغذائية وعددهم 3.3 مليون شخص، بينما وصلت في قطاع إدارة وتنسيق المخيّمات إلى 72% من المستهدفين وعددهم 1.09 مليون شخص.

وأكدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيّمات النازحين بمارب في تقرير الاحتياجات الشتوية لمخيّمات المحافظة، أن تأخّر وبطء الاستجابة الإنسانية الشتوية يتسبّب بكارثة إنسانية في ظل تفاقم احتياجات المأوى والمواد الإيوائية وإمدادات الغذاء والدواء ولوازم الشتاء في المخيّمات، في ظل المناخ القاسي بمحافظة مأرب والطبيعة الصحراوية شديدة البرودة.

ويزداد ويتضاعف عدد الأسر النازحة في طول وعرض المخيّمات في مأرب في ظل النزوح المستمر من عدّة محافظات، حيث وصل حالياً عدد مخّيمات النازحين إلى 204 مخيّمات، ويسكن في تلك المخيّمات ما يزيد على 400 ألف نسمة.

ويشكّل البرد تحديات إنسانية كبيرة، حيث تتضاعف معاناة النازحين في ظل أوضاع إنسانية مأساوية متردّية تعيشها الأسر في مخيّمات النزوح في محافظة مأرب والتي تعاني من نقص كبير في الموارد والبنية التحتية الأساسية.

ولا يزال ملف المأوى شاهداً حياً على معاناة الأسر النازحة في المخيّمات التي تسكن في خيام وأنواع من المأوى المتهالك غير المجهّز لمقاومة الظروف الجوية الصعبة بالمحافظة، والذي لا يحمي ولا يقي أجساد الأطفال وكبار السن والمرضى على تحمّل البرد القارس المميت. وقد يلجأ البعض إلى استخدام وسائل تدفئة غير آمنة، مثل النيران المكشوفة داخل الخيام، ما يزيد من خطر الحرائق وحالات تسمّم بأوّل أكسيد الكربون.

ونبّه التقرير إلى أن كل المؤشّرات تنذر بخطر وشيك في ظل تضاؤل وتقلّص المساعدات الإنسانية، ففي العامين الماضيين فقد عدد من سكان المخيّمات وخاصةً الأطفال وكبار السن والمرضى حياتهم بسبب مضاعفات البرد المميت.

وأشار إلى أن إمكانات السلطة المحلية والتزاماتها تفوق الاحتياجات التي تتضاعف في ظل الضغط المستمر على الخدمات الأساسية، مشدّداً على المنظّمات الإنسانية والجهات المانحة ضرورة توفير مأوى آمن ودافئ وملابس ومعدّات تدفئة للنازحين، وتحسين الهياكل التحتية في المخيّمات لضمان مقاومتها للظروف الجوية القاسية، وتوفير وسائل تدفئة فعّالة وآمنة، وتلبية احتياجات النازحين وضمان حياة كريمة وآمنة لهم خلال هذا الوقت الصعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى