كتابات وآراء

الحرب الإسرائيلية الإيرانية

د/ جمال الحميري

لا توجد “فائدة مباشرة” للعرب من الصراع الإيراني-الإسرائيلي. في أغلب الأحوال، يُستخدم هذا الصراع لتصفية حسابات بين قوتين تتنافسان على النفوذ، بينما تتحمل الدول العربية الثمن، سواء أكان أمنياً أو سياسياً أو اقتصادياً. المصلحة الحقيقية للعرب تكمن في الحياد الذكي، وتخفيف التصعيد، وبناء توازنات إقليمية مستقلة تضمن استقرار المنطقة بعيدًا عن الاصطفافات القاتلة.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أن طرفَي هذا الصراع ساهما بشكل مباشر في إضعاف العالم العربي؛ فإيران، عبر تدخلاتها ودعمها للميليشيات، كانت سببًا رئيسيًا في تدمير العراق وسوريا واليمن، وزرعت الفوضى والانقسام في نسيج هذه الدول. أما الكيان الإسرائيلي، فهو كيان احتلال معروف، لا يزال يحتل فلسطين ويمارس سياسات توسعية وعدوانية. كلا الطرفين ليسا حليفين للعرب، بل مصدران لتهديدات مستمرة. لهذا، فإن الحذر، وبناء موقف عربي مستقل، هو الخيار الأذكى والأكثر انسجاماً مع المصلحة القومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى