يمكن أن تحتوي بعض مصادر المياه الملوثة وغير الآمنة على عدد كبير من البكتيريا، والطفيليات، والمواد الكيميائية السامة، والتي تصل إليها بطرق عديدة منها براز الإنسان أو الحيوان، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الأخرى، ومن هنا ترتبط المياه الملوثة بالإضافة لسوء الصرف الصحي بخطر الإصابة بالعديد من الأمراض
تشمل أبرز الأمراض الناتجة عن تلوث المياه ما يلي:
١) الكوليرا
تعد الكوليرا عدوى معوية تنتج عن بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا، والتي تتواجد عادةً في مصادر الطعام والمياه الملوثة ببراز شخص مصاب بالعدوى؛ ومن المصادر التي يمكن أن تتواجد بها البكتيريا المسببة للكوليرا ما يلي:
– مصادر المياه المفتوحة أو العامة.
– الثلج المصنوع من المياه غير المعقم.
– الأطعمة والمشروبات المكشوفة.
– الخضروات التي يتم سقيها بمياه ملوثة.
– الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، والتي تتواجد في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
في معظم الأحيان، لا يعاني الأشخاص المصابين بالكوليرا من أعراض واضحة، وفي حال ظهور أعراض تكون خفيفة إلى متوسطة الشدة؛ لكن يعاني تقريبًا 1 من كل 10 أشخاص من أعراض شديدة، مثل:
– الإسهال المائي.
– القيء والغثيان.
– النعاس أو الخمول.
– الجفاف.
– تشنجات العضلات.
– عدم انتظام نبضات القلب.
– انخفاض ضغط الدم.
– خلل في توازن الأملاح في الجسم.
– العطش الشديد.
– جفاف الأغشية المخاطية، بما في ذلك الجزء الداخلي من الفم، والحلق، والأنف، والجفون.
يمكن أن يؤدي إهمال أو عدم علاج عدوى الكوليرا إلى عدد من المضاعفات متفاوتة الخطورة، ومنها:
– انخفاض نسبة السكر في الدم.
– انخفاض مستويات البوتاسيوم.
– الفشل الكلوي.
– الصدمة.
٢) حمى التيفوئيد
حمى التيفوئيد هي عدوى خطيرة قد تهدد الحياة، تسببها بكتيريا تسمى السالمونيلا التيفية، والتي عادةً ما يتم الإصابة بها من خلال الماء أو الطعام الملوث ببراز أو بول شخص مصاب، ومن أعراض حمى التيفوئيد ما يلي:
– ارتفاع حاد تدريجي في درجة حرارة الجسم.
– الصداع.
– آلام وتعب شديد.
– السعال.
– فقدان الشهية.
– آلام في البطن.
يمكن أن يتسبب ترك حمى التيفوئيد دون علاج في تفاقم الأعراض سوءً مع الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل حدوث نزيف داخلي في الجهاز الهضمي أو انثقاب جزء من الجهاز الهضمي أو الأمعاء وانتشار العدوى إلى الأنسجة المجاورة.
٣) البلهارسيا
يمكن أن تنتقل عدوى البلهارسيا عندما يتلامس الجلد مع المياه الملوثة بالطفيليات المسببة للعدوى.
غالبًا لا تظهر أية أعراض عند التقاط العدوى في البداية، لكن في غضون أيام من الإصابة فقد تظهر بعض الأعراض، مثل الطفح الجلدي والحكة؛ ويمكن أن تظهر أعراض أخرى في غضون 1 – 2 شهر من الإصابة، تشمل:
– ارتفاع درجة الحرارة.
– القشعريرة.
– السعال.
– آلام العضلات.
يمكن أن يزيد تكرار إصابة الأطفال بالبلهارسيا من خطر الإصابة بعدد من المضاعفات، مثل:
– سوء التغذية.
– فقر الدم.
– صعوبات التعلم.
– خلل وضرر في الكبد، والأمعاء، والطحال، والرئتين، والمثانة.
٤) داء الفيالقة
يعد داء الفيالقة أحد أنواع الالتهاب الرئوي الخطيرة، وينتج عن عدوى بكتيرية عادةً ما تنتقل للمصاب عبر استنشاق رذاذ الماء الملوث بها، ومن مصادر الرذاذ الملوث أحواض المياه الساخنة، ووحدات تكييف الهواء المستخدمة في المباني الكبيرة؛ تشمل أعراض داء الفيالقة المحتملة ما يلي:
– ارتفاع درجة الحرارة.
– القشعريرة.
– السعال.
– آلام العضلات.
– الصداع.
يمكن أن يؤدي ترك داء الفيالقة دون علاج لحدوث مضاعفات صحية عديدة، منها: “الجفاف.. فشل الكلى أو الأعضاء الأخرى.. توقف التنفس.. الصدمة.. الإنتان أو تعفن الدم.. الغيبوبة”.
٥) شلل الأطفال
يحدث شلل الأطفال نتيجة الإصابة بأحد فيروسات شلل الأطفال، والذي يمكن في بعض الحالات أن تتم الإصابة بها في حال تناول أو شرب طعام أو ماء ملوث ببراز شخص مصاب.. كذلك، يمكن أن تنتقل العدوى من خلال:
– ملامسة براز شخص مصاب بالعدوى، وعادةً ما يرتبط ذلك بعدم غسل اليدين جيدًا.
– التعرض لرذاذ سعال أو عطاس شخص مصاب بالعدوى.
غالبًا، لا يعاني معظم الأشخاص المصابون بفيروس شلل الأطفال من أعراض واضحة، إلا أن حوالي 1 من كل 4 مصابين يعاني من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل: ” التهاب الحلق.. ارتفاع درجة الحرارة.. التعب.. الغثيان.. الصداع.. آلام في المعدة”.
تشمل المضاعفات المحتملة لشلل الأطفال ما يلي:
– الشلل، والذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التنفس، والبلع، ووظائف الأمعاء، والمثانة.
– متلازمة ما بعد شلل الأطفال، والتي تحدث بعد سنوات عديدة من الإصابة الأولية، وتسبب الأعراض التالية:
— ضعف العضلات وتقلصها.
— التعب الشديد.
— آلام في العضلات والمفاصل.
٦) الزحار
يمكن أن يحدث الزحار نتيجة عدوى معوية بكتيرية أو طفيلية، يمكن أن تنتقل عن طريق ابتلاع مياه ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات المسببة للعدوى؛ وتشمل طرق انتشار العدوى الأخرى ما يلي:
– عدم غسل اليدين جيدًا بعد دخول الحمام.
– لمس الأسطح الملوثة بالبكتيريا، ثم لمس الفم، أو الأنف، أو العينين.
– تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا المسببة للعدوى.
– ابتلاع مياه البحيرات أو الأنهار الملوثة بعدوى الزحار عند السباحة.
– الاتصال الجنسي بشخص لم يتعافَ تمامًا من الزحار.
يسبب الزحار أعراض تختلف باختلاف نوع العدوى، ومن الأعراض الشائعة ما يلي: “الإسهال المصحوب بالدم أو المخاط.. تشنجات المعدة.. القيء والغثيان.. ارتفاع درجة الحرارة”.
من المحتمل أن يسبب الزحار مضاعفات صحية، والتي عادةً ما تكون شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وتشمل:
– الجفاف الناتج عن الإسهال والقيء المتكرر.
– خراج الكبد.
– التهاب المفاصل التالي للعدوى.
– آلام، والتهاب، وتصلب المفاصل.
– متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهي حالة تسبب التهاب وتلف الأوعية الدموية الصغيرة داخل الكلى.
نصائح وقائية
يمكن أن يساعد اتباع بعض النصائح والإجراءات الوقائية على تقليل خطر الإصابة بالأمراض التي قد تنتقل عبر المياه الملوثة، ومن أهمها:
– تجنب ابتلاع المياه أثناء السباحة.
– الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين جيدًا عند ملامسة أسطح ملوثة أو استخدام الحمام.
– التأكد من استخدام مصادر المياه النقية للشرب أو الطبخ.
– الابتعاد عن الأماكن التي تنتشر بها الأمراض الناتجة عن تلوث المياه.
– تجنب تناول الأطعمة المكشوفة، أو التي يتم تحضيرها في أماكن غير نظيفة.
– التأكد من تغطية وتخزين الطعام بشكل صحيح في المنزل.