التأهيل الرياضي

مع الظهور المتزايد للتقدم الإعلامي غير العادي في السنوات الأخيرة والمتمثل في الاهتمام بالرياضة من جانب القنوات المتخصصة لعرض الرياضة، وللمباريات وانتشار فكرة الاحتراف، وما به من أرقام فلكية وتشجيع الدول المتزايد يوم بعد الآخر لممارسة الأنشطة الرياضية بما تقدم من حوافز للرياضيين الأبطال والمتميزين.. كل ذلك أدى إلى الإقبال الكبير على ممارسة الرياضة بكل قوة وحماس مما أدى إلى العنف في الممارسة بهدف الفوز بهذه الميزات، وبالتالي كثر ظهور الإصابات بأشكالها المختلفة سواء للمنافس أو اللاعب نفسه، معتمدين في ذلك على أن الغاية تبرر الوسيلة، وكان ناقوس الخطر للجانب المظلم للرياضة هو الإصابة وما يرتبط بها من فقد قدرة اللاعب، والتأثير النفسي، والتأخر في المستوى، وضياع مجهود الفريق…إلخ.
إن ممارسة الرياضة يصاحبها دائما احتمالات مأكدة لحدوث الإصابة حيث لا يوجد أسلوب تدريبي ينعدم معه فرص حدوث الإصابة، فمن المهم البحث في الأساليب والطرق التي تساعد على الإقلال من حدوث الإصابة في الملاعب.. يجب أن يكون اهتمام بالعوامل التي تقلل من حدوث الإصابات بنفس الاهتمام بالتدريب الرياضي للإعداد للبطولات، وهنا يجب التأكيد على أنه لا يمكن تفاديها نهائيًا، ولكن على الأقل الإقلال من فرص حدوثها إلى أقل حد ممكن، ولهذا يجب أن يكون العاملين في المجال الرياضي على قد كبير من الحرص لتوفير عوامل الأمن والسلامة إلى أقصى حد للمشتركين في المنافسات، ووقايتهم من خطر الإصابة.
ورغم كل تلك الجهود الجبارة للمحاولة على أقل تقدير لتقليل الإصابات الرياضية، إلا أنه مع كثرة الدوافع تكثر الإصابات؛ لذا بدأ لفت النظر بكل دقة إلى التأهيل ودوره وأهميته في تقليل فترة الإصابة، وسرعة عودة اللاعب إلى الملاعب، كما كان قبل الإصابة بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا ومهاريًا عن طريق التأهيل الفسيولوجى، أو التشريح أو حتى النفسي للاعب بشتى الطرق الإيجابية والصحية.
تقع مسؤولية التأهيل على عاتق الإخصائي الرياضي فعليه أن يقوم بالتصميم والتطبيق والإشراف على برنامج إعادة تأهيل الرياضي المصاب، لذا فإنه بالإضافة إلى ضرورة وجود كيفية منع حدوث الإصابات الرياضية؛ فإن الأخصائي الرياضي لابد وأن يكون على مستوى عالي من الكفاءة والقدرة على إعطاء العناية الصحيحة والمناسبة عند حدوث الإصابة.
التأهيل الرياضي يعنى إعادة تدريب الرياضي المصاب لأعلى مستوى وظيفي، في أسرع وقت؛ وهو علاج وتدريب المصاب لاستعادة القدرة الوظيفية في أقل وقت ممكن، باستعمال وسائل تتناسب مع نوع وشدة الإصابة.. وباستخدام الوسائل المختلفة في إعادة الرياضي إلى ممارسة نشاطه بعد إصابته وحماية المنطقة من تكرار الإصابة.
في عام 1992 قامت مجموعة من الأطباء بمستشفى في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بدراسة أهمية التأهيل الرياضي عند الإصابات الرياضية الشائعة وأوضحت الدراسة ما يلي:
عند حدوث إصابة المفصل يحدث ضعف وضمور في العضلات المحيطة بهذا المفصل، ويكون هذا العامل مساعد لتكرار الإصابة؛ أثبتت النتائج أن استخدام التأهيل الرياضي ينتج عنه زيادة في حجم وقوة العضلات المحيطة بمفصل المصاب، وكذلك زيادة في المدى الحركي.. ومن استنتاجات الدراسة أن التأهيل الرياضي يعمل على الوقاية من تكرار الإصابات في المستقبل.
يرى كلا من ليد بوتر 1988م ومونجن 1992م أن التأهيل يمثل أهمية كبرى خاصة بعد التدخل الجراحي؛ ونجاحه في هذه الحالة يمثل 25% أما النسبة الباقية وتمثل 75% تقع على عاتق المصاب نفسه؛ لذلك فإن عودة الجزء المصاب إلى وظائفه وكفاءته تتأثر بدرجة كبيرة على مستوى التأهيل ومستواه.
وتتوقف سرعة عودة الجزء المصاب إلى استعادة وظيفته وكفاءته في أقل فترة زمنية ممكنة على سرعة البدء في عملية التأهيل، عقب تحديد درجة وطبيعة الإصابة.
يشير عزت الكاشف 1990م إلى أهمية التمرينات التأهيلية لأنها تساعد على سرعة استعادة العضلات والمفاصل لوظائفها؛ هذا إذا ما أدرك ضرورة أن تمارس تلك التمرينات التأهيلية مع التمرينات البدنية الأخرى بتنسيق كامل تحت الملاحظة مباشرة من المدرب والطبيب المعالج وأخصائي الإصابات الرياضية.
ويشير أيضًا إلى أن علم الطب الرياضي في الأعوام العشرة الأخيرة له إنجازات كبيرة في حل المشكلات المرتبطة بعلاج وتأهيل الرياضيين من الإصابات التي قد يتعرضوا لها نتيجة للسعي وراء تحطيم الأرقام القياسية.
أهداف برنامج التأهيل:
1- إعادة تنمية وتطوير عناصر اللياقة البدنية بما يتلاءم وطبيعة النشاط الممارس.
2- القضاء على فترة الراحة السلبية الناتجة عن حدوث الإصابة؛ لذلك فإن البرنامج التأهيلي يبدأ في أقرب مرحلة مبكرة من مراحل العلاج.
3- تجنب التأثيرات السلبية المتمثلة في فقد عناصر اللياقة البدنية والمضاعفات الناتجة عن التدخل الجراحي.
4- مساعدة الفرد المصاب على استعادة وتنمية المرونة العضلية والمفصلية والمدى الحركي للجزء المصاب.
5- الوصول بالفرد المصاب إلى أقصى إمكانياته البدنية والنفسية في أقل فترة زمنية ممكنة؛ لممارسة جميع متطلبات الأداء الحركي حسب نوعية النشاط الممارس.
6- التأكد من وصول اللاعب إلى حالته الطبيعية قبل حدوث الإصابة عن طريق أداء جميع الاختبارات الوظيفية المحددة للنشاط الممارس.
مراحل التأهيل:
تقسم مراحل البرنامج التأهيلي الخاص بتأهيل مفصل الركبة المصابة كنموذج إلى خمس مراحل؛ تبدأ بعد الجراحة مباشرة؛ وتعتبر القياسات التي تتم بالنسبة للمدى الحركي والقوى العضلية الثابتة والحركية للمفصل المصاب، مقارنة بالطرف السليم هي معيار الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
1- مرحلة ما قبل الجراحة.
2- المرحلة التي تلي الجراحة مباشرة.
3- المرحلة المبكرة.
4- المرحلة المتأخرة.
5- المرحلة المتقدمة.
6- مرحلة العودة للمنافسة.
وأكثر وسائل العلاج الطبيعي المستخدمة في التأهيل تتمثل بــ: “العلاج الحراري؛ العلاج بالإشعاع، العلاج بالتبريد، العلاج بالكهرباء، التنبيه الكهربائي، التدليك، العلاج المائي”.