علة الدماغ الكيميائي

الدماغ الكيميائي مصطلح شائع يستخدمه الناجون من السرطان لوصف مشاكل التفكير والذاكرة التي يُمكن أن تحدث أثناء علاج السرطان وبعده؛ يُمكن أيضًا تسمية الدماغ الكيميائي بالضباب الكيميائي أو الاختلال المعرفي المرتبط بالسرطان أو الخلل الوظيفي المعرفي.
على الرغم من أن العلاج الكيميائي للدماغ مصطلح يُستخدَم على نطاق واسع، فإن أسباب مشاكل التركيز والذاكرة غير مفهومة بالكامل؛ من المحتمَل وجود أسباب متعدِّدة.
بغضِّ النظر عن السبب، يُمكن أن يكون الدماغ الكيميائي من الآثار الجانبية المحبطة والموهنة للسرطان وعلاجه، يعمل الباحثون على فهم التغييرات في الذاكرة التي يشعر بها الأشخاص المصابون بالسرطان.
الأعراض
علامات وأعراض الإصابة بالدماغ الكيميائي قد تتضمن ما يلي:
- أن تكون غير منظم بشكل غير معتاد.
- التشوُّش.
- صعوبة التركيز.
- صعوبة في الوصول إلى الكلمة الصحيحة.
- صعوبة في تعلم مهارات جديدة.
- صعوبة في تنفيذ مهام متعددة.
- الإحساس بالضبابية العقلية.
- قصر مُدّة الانتباه.
- مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى.
- استغراق وقت أطول من المعتاد في استكمال المهام الروتينية.
- حدوث مشكلة في الذاكرة اللفظية، مثل تذكر محادثة.
- حدوث مشكلة في الذاكرة البصرية، مثل استدعاء صورة أو قائمة بالكلمات.
الأسباب
هناك العديد من العوامل المحتملة التي قد تساهم في ظهور علامات وأعراض في مشكلات الذاكرة لدى الناجين من السرطان.. من الأسباب المتعلقة بالسرطان ما يلي:
- السرطان: يمكن أن يكون تشخيص السرطان مرهقًا جدًّا، وقد يؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب، مما قد يسهم في وجود مشاكل في التفكير والذاكرة، يمكن لبعض أنواع السرطان إنتاج مواد كيميائية تؤثر على الذاكرة، قد تسبب السرطانات التي تبدأ في الدماغ أو تنتشر فيه تغيرات في التفكير.
- علاجات السرطان.
- زراعة نخاع العظم.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الهرموني.
- العلاج المناعي.
- العلاج الإشعاعي.
- الجراحة.
- العلاج الدوائي الموجه.
- مضاعفات علاج السرطان.
- فقر الدم.
- الإرهاق.
- عَدوى.
- انقطاع الطمث أو التغيرات الهرمونية الأخرى (الناجمة عن علاج السرطان).
- مشاكل النوم.
- الألم الناجم عن علاجات السرطان.
وهناك أسباب أخرى تتمثل بـ: - القابلية الوراثية للدماغ الكيميائي.
- الأدوية المخصصة لعلامات وأعراض السرطان الأخرى مثل مسكنات الألم.
- حالات طبية أخرى، مثل السكري، ومشاكل الغدة الدرقية، والاكتئاب، والقلق، ونقص التغذية.
عوامل الخطر
تشمل العوامل التي قد تَزيد من خطر حدوث مشاكل في الذاكرة لدى الناجين من السرطان ما يلي:
- سرطان المخ.
- السرطان الذي ينتشر (ينتقل) إلى الدماغ.
- جرعات أعلى من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- العلاج الإشعاعي للمخ.
- السن الصغيرة في وقت تشخيص السرطان وعلاجه.
- التقدُّم في السن.
المضاعفات
تختلف شدة ومدة استمرار الأعراض التي توصف أحيانًا باسم الدماغ الكيميائي من شخص لآخر؛ سيعود معظم الناجين من السرطان إلى العمل، ولكن سيجد البعض أن المهام تستغرق تركيزًا أو وقتًا إضافيًّا، قد لا يتمكَّن آخرون من العودة إلى العمل.
إذا واجه المريض مشاكل شديدة بالذاكرة أو التركيز تجعل من الصعب عليه القيام بعمله، فليخبر طبيبه، قد تتمُّ إحالته إلى اختصاصي علاج مهني أو أخصائي طب النفْس العصبي ليساعده في التكيُّف مع وظيفته الحالية أو تحديد نقاط قوته حتى يتمكَّن من العثور على وظيفة جديدة.
في حالات نادرة، لا يتمكَّن الأشخاص المصابون بمشاكل في الذاكرة والتركيز من العمل، وقد يفكرون في التقدُّم بطلب للحصول على إعانات العجز، ليطلب المريض من فريق الرعاية الصحية الخاص به إحالته إلى اختصاصي اجتماعي في علم الأورام أو اختصاصي يُمكنه مساعدته في فَهْم خياراته.
التشخيص
لا تُوجَد اختبارات مخصَّصة لتشخيص الدماغ الكيميائي؛ في الغالب، يحقق الناجون من مرض السرطان المصابون بمثل هذه الأعراض درجات ضمن النطاقات الطبيعية في اختبارات الذاكرة.
قد يوصى الطبيب بإجراء اختبارات دم أو تصوير الدماغ أو غيرها من الفحوصات لاستبعاد الأسباب الأخرى لمشكلات الذاكرة.
العلاج
يركز العلاج الكيميائي للدماغ على القدرة على التعامل مع الأعراض، في معظم الحالات، تكون مشكلات الذاكرة المتعلقة بعلاج السرطان أمرًا مؤقتًا؛ ونظرًا لاختلاف أعراض علاج الدماغ وحدتها من شخص لآخر، فقد يتعاون مع طبيبه للتوصل لخطة علاج مخصصة للتعامل معها.
التحكُّم في مسبِّبات مشاكل الذاكرة
قد يؤدي السرطان وعلاجاته لأمراض أخرى، مثل فقر الدم والاكتئاب ومشاكل النوم وانقطاع الطمث المبكر، وهو ما قد يسهم في مشاكل الذاكرة؛ التحكُّم في هذه العوامل الأخرى قد يجعل مواكبة الأعراض أسهل.
علاج أعراض الدماغ الكيميائي
يمكن للمختص في تشخيص وعلاج الحالات التي تؤثر على الذاكرة والتفكير (أخصائي طب النفْس العصبي) وَضْع خطة لمساعدة المريض في التعامل مع أعراض الدماغ الكيميائية.. يشير الأطباء في بعض الأحيان إلى هذا على أنه إعادة التأهيل المعرفي أو العلاج المعرفي.
قد يتضمن تعلُّم التكيف ومواجهة تغييرات الذاكرة ما يلي:
- تمارين متكررة لتدريب الدماغ: قد تساعد تمارين الذاكرة والتفكير دماغَ المريض على إصلاح الدوائر التالفة، التي قد تساهم في الدماغ الكيميائي.
- تتبُّع وفَهْم ما يؤثر على مشاكل الذاكرة: قد يكشف تتبُّع مشاكل الذاكرة بعناية عن طرق للتعامل معها؛ على سبيل المثال، إذا كان انتباه المريض يتشتت بسهولة عندما يكون جائعًا أو متعبًا، يمكنه جدولة المهام الصعبة التي تتطلب تركيزًا إضافيًّا في الوقت الذي يشعر فيه بأنه في أفضل حالاته.
- يستخدام استراتيجيات التلاؤم: قد يتعلم طرقًا جديدة لأداء المهام اليومية لمساعدته على التركيز، على سبيل المثال، قد يتعلم تدوين الملاحظات أو تلخيص المواد المكتوبة أثناء قراءته، أو قد يساعده المعالج في تعلُّم طرق التحدث التي تساعده على إجراء محادثات مع الذاكرة، ثم استرجاع تلك الذكريات لاحقًا.
- أساليب تخفيف الضغط النفسي: يمكن أن تزيد المواقف العصيبة من احتمال حدوث مشاكل الذاكرة، ووجود مشاكل في الذاكرة قد يكون مرهِقًا، ولإنهاء هذه الدورة، قد يتعلم تقنيات الاسترخاء؛ قد تساعده هذه التقنيات، مثل الإرخاء التدريجي للعضلات أو ممارسة التركيز الذهني، على تحديد التوتر والتغلب عليه.
الأدوية
لم تُعتمد أي أدوية لعلاج الدماغ الكيميائي، بينما اعتُمدت أدوية لعلاج حالات أخرى يُمكِن اختيارها، في حال وافق المريض وطبيبه فربما تُفيد.. تتضمَّن الأدوية التي يُمكِن للمرضى ذوي هذه الأعراض تناوُلها أحيانًا ما يلي:
- عقار الميثيل فِنيدات (ريتالين، وكونسيرتا، وغيرهما): المستخدم لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
- دونيبيزل (آرسيبت): يُستخدم في الحالات المصابة بداء الزهايمر.
- مودافينيل (بروفيجيل): يُستخدم في حالات اضطرابات نوم معيَّنة.
- ميمانتين (ناميندا): يُستخدَم لتحسين الذاكرة عند المصابين بداء الزهايمر، وقد يُساعد أثناء العلاج الإشعاعي للمخ.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف أعراض الدماغ الكيميائي من المريض بمفرده على سبيل المثال، يحاوِلْ:
- أن تحكَّم فيما يستطيع فيما يخصُّ بيئة العمل؛ إذا كانت الضوضاء والإزعاج يساهمان في تشتيت انتباهه، يحاوِل العثور على مكان هادئ يمكنه التركيز فيه.. يستخدِم سدادات الأذن أو سماعات إلغاء الضوضاء؛ قد تساعده الموسيقى الهادئة في التخلص من الضوضاء الأخرى.
يجهِّز نفسه للنجاح: قبل التعامل مع مهمة معقدة تتطلب التركيز، يتخذ خطوات لضمان حصوله على أفضل فرصة للنجاح؛ كُلْ حتى لا يشتِّت الجوع انتباهه.. يختَارْ وقتًا من اليوم يكون فيه في حالة تأهب قصوى، ينَام جيدًا ليلًا؛ يمتلك خطة حتى يعرف بالضبط ما يحتاج إلى القيام به لإكمال مهمته.
يبقَى مرتَّبًا.. يستخدِم التقويم أو برامج التخطيط للحفاظ على المواعيد. بهذه الطريقة، لن يقضي وقتًا في التساؤل إذا ما كان ينسى موعدًا أو عنصرًا في قائمة مهامه. يكتب كل شيء في مخططه، يجعل التنظيم أولوية في المنزل وفي العمل أيضًا. وجود مكان عمل منظم يعني أنه يمكنك قضاء المزيد من الوقت في المهام التي يحتاج إلى إنجازها.
يصفِّي عقله من التشتيت.. فعند انبثاق الأفكار المشتتة، يكتبها في مخططه، سيساعد تسجيل أفكاره على إزالتها بسرعة والتأكد من تذكُّرها لاحقًا.
ليحصُلْ على فترات استراحة متكررة؛ يقسِّم مهامه إلى أجزاء يمكن التحكم فيها، ويأخذ قسطًا من الراحة في كل مرة يكمل فيها جزءًا واحدًا.. وليعطِ نفسه استراحة قصيرة حتى يتمكن من الاستمرار لاحقًا.
يمرِّن دماغه، يجرِّب الألغاز المتقاطعة أو الألعاب الرقمية لتمرين عقله، يتَّخذ هواية جديدة أو يتقِن مهارة جديدة؛ مثل تعلُّم العزف على آلة موسيقية أو تعلُّم لغة.
يدرِّب جسمه، يمكن أن تساعده التمارين المعتدلة، مثل المشي السريع، في التغلب على التوتر والإجهاد والاكتئاب، يمكن للجميع المساهمة في مشاكل الذاكرة، إذا لم يكن نشطًا مؤخرًا، فليستخرج “موافق” من طبيبه أولًا.