كتابات وآراء

كشف التظليل والإلباس عن عقول وألباب الناس

اليمن يعيش بين نارَيْ التحالفين الإقليمي والدولي، وضعف وفساد السلطة الشرعية، واستبداد وعبث المليشيات؛ لا يمكن أن نحمل الخارج وحده ما يجري من انتهاك للسيادة الوطنية واستهداف المنشآت الوطنية والمراكز الحيوية دون أن نحمل المتسببين من الداخل، والذين يمثلوا حصان طروادة للاستهداف الدولي لليمن، الساعين بإملاءات أسيادهم لتدويل مضيق باب المندب والجزر اليمنية والبحرين العربي والأحمر، بعد أن نالوا من النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة ورموز الوطن ومنجزات الشعب.

الاقتصاد اليمني في تدهور مستمر، والأمن والاستقرار شبه منعدم، أما المؤسسات الخدمية ففيها تلاعب وانفلات وانعدام مسؤولية وتواكل لا سابق له وتبدو كالمشلولة، ومن الناحية العسكرية لا وجود للنظام ولا للتقاليد فهناك إسهال في توزيع الرتب العسكرية، واستخفاف بالأرواح والبشر والعدة والعتاد، وتحول التشكيلات المتعددة الولاء وغير المتناغمة إلى بورصة مالية تتعاظم كلما طالت الفوضى ووجدت المناوشات الخجلة في الجبهات المشبوهة.

هناك تناسي كبير للقضايا الوطنية الرئيسة، وتهاون في تحمل المسؤوليات وخدمة الشعب الذي وجدوا أصلا كل أصحاب الكروش من أجله، صحيح أن هناك ضغوط إقليمية ودولية؛ لكن أين الإرادة الوطنية، ولماذا كل هذا الخنوع والتراخي والإصرار على الباطل، ومداهنة المليشيات مجاراة للقوى الظلامية الدولية التي سخرتها للبطش بآمال وطموحات ومنجزات وطن الثاني والعشرين من مايو الأغر.

المليشيات الحوثية أُوكلت لها مهمة خلق مبررات للاستعمار والاحتلال الجديد والمعاصر، وتوسيع نطاق الحرب والصراع في الإقليم والمنطقة، من قبل قوى ظلامية تريد أن تصنع منها بعبع في جنوب الجزيرة العربية تضرب به المصالح اليمنية والعربية والدولية المستهدفة بعناية، وخلق حالة من الانقسام الوطني والعربي، وتظليل الرأي العام، والإضرار بكل يمني داخل الوطن وخارجه.

معروف لدى الكون كله موقف اليمن الحريص على المقدسات الإسلامية عامة والأقصى بشكل خاص، والداعم لحرية واستقلال الشعب الفلسطيني، والمنتصر لقضيته العادلة منذ تأسيس الجمهورية اليمنية، فلا يوجد محفل دولي ولا حادثة إرهابية صهيونية ولا انتفاضة شعبية وتحرك تحرري مقاوم إلا وشاركت فيه اليمن بإيجابية وإسناد وجدية والتزام ومسؤولية، وللزعيم الشهيد حضور داعم وفاعل ومؤثر وجاد وقوي على مدى عقود من الزمن، شهد به القاصي والداني؛ فلن يأتي هذا الأحمق من كهوف مران ليدعي أنه يناصر فلسطين وهو يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا ويمارس الإرهاب والنهب والإجرام بحق أبناء الشعب، ويسهل للأعداء ويمكنهم من التمادي في النيل من السيادة والأرض اليمنية؛ ومن يقصف مكة لا يمكن أن يدافع عن الأقصى.

لا يزال المعول على النبلاء والواعين والصلحاء وصوت العقل والمنطق والأصالة والإرث الحضاري اليمني في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإدارة الحمق والغباء والتهور والمكر والحيلة؛ وتذويبه بما يخدم الشعب وينتصر للقضايا الوطنية والقومية بحق وحقيقة؛ وليس بإملاءات الأعداء الذين يتفقون مع المليشيات على مناطق التمثيل والدراما لتظليل الرأي العام المحلي والخارجي؛ فأعداء الظاهر تجمعهم حميمية في الظلام؛ ويجب أن يدرك الجميع بأنه لولا إيران ما دخلت أمريكا أفغانستان، ولولا إيران ما دخلت أمريكا العراق، ولولا التحالف السري بين إيران وأمريكا وإسرائيل ما تم تصفية رموز الوطن العربي وقياداته وإسقاط الأنظمة خدمة للمشروع الصهيوني بالتعاون مع تشكيلات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى