– مع ازدياد أعداد المرضى ووجود عدد كبير من العمليات الجراحية اللازمة للمرضى، أصبح الآن بالإمكان استخدام الجراحة الروبوتية لإجراء العمليات الجراحية بطريقة أقل توغلاً، ولعدد أكبر من المرضى في وقت أقل.
إن الجراحة الروبوتية هي أحدث الأنظمة الجراحية المستخدمة في عالم الطب والرعاية الصحية، فهي تتيح للجراحين إجراء عمليات جراحية معقدة بمزيد من التحكم والدقة والمرونة، وبمضاعفات أقل على المريض.
تستخدم الجراحة الأقل توغلاً عن طريق الروبوت (ذات التدخل الجراحي المحدود)، أدوات دقيقة جدا للتوغل داخل الجسم.. لذلك تكون الشقوق الجراحية الناتجة عن الجراحة الروبوتية صغيرة جداً، حيث تصل إلى أقل من سنتيمتر واحد في معظم الحالات، ومن خلالها يتمكن الجراح من الحصول على رؤية واضحة لمكان العملية على شاشة كبيرة وإجراء اللازم دون الحاجة لفتح جرح كبير.
هناك العديد من المزايا للجراحة الروبوتية (باستخدام الروبوت) مقارنة بالجراحة العادية التي تتطلب جرحاً كبيراً، منها:
– فقدان كميات أقل من الدم: والتي قد يخسرها أثناء خضوعه للجراحة، وبالتالي تقليل الحاجة لنقل الدم.
– التعافي (التماثل للشفاء) بشكل أسرع: بعد الجراحة والعودة إلى الحياة الطبيعية: فعندما تكون الجراحة ذات توغل محدود، يمكن للجسم التعافي بشكل أسرع وبندوب أصغر بكثير يمكنها الالتئام سريعاً؛ وتقليل فترة إقامة المريض في المركز بعد إجراء العملية.. كذلك ألم أقل: الشقوق الجراحية الصغيرة تعني أن الشعور بالألم والانزعاج المرتبط بالجراحة سيكون أقل ما يمكن، وبالتالي التقليل من حاجة المريض للمسكنات.
– التخفيف من الندب في مكان العملية: والتقليل من احتمال حدوث مضاعفات للجروح.
– تقليل فترات انتظار المريض لمواعيد العمليات: تتيح للجراحين إجراء أكبر عدد ممكن من العمليات في اليوم الواحد مقارنة بالجراحة التقليدية.
أما عن تفاصيل الجراحة الروبوتية (باستخدام الروبوت)؛ فيعتمد النظام على استخدام الروبوت بثلاثة أو بأربعة أذرع آلية، للقيام بالإجراء الجراحي من خلال تحكم الجرّاح بهذه الأذرع، تعمل الأذرع في وقت واحد، أحدها يكون مزودًا بكاميرا، بينما يعمل ذراعان ليكونا بمثابة يد الجراح، أما الذراع الأخير فيكون مخصصاً للمساعدة.
يتحكم الجراح في العملية الجراحية من خلال نظام تحكم يقوم بتوجيهه باستخدام يديه وقدميه، حيث يتم توصيل الأذرع الروبوتية بأدوات دقيقة للغاية، مما يسمح للجراحة الآلية الروبوتية بالعمل من خلال شقوق جراحية متناهية الصغر.
يجلس الجراح إلى وحدة تحكم متّصلة بجهاز حاسوب آلي في غرفة العمليات، وهذه بدورها متصلة بالأذرع حيث يقوم الجراح بتوجيهها إلى المنطقة المطلوبة “موضع الجراحة في جسم المريض”، بحيث تحدد الموضع بدقة شديدة.. كما توفر الكاميرا صوراً مكبّرة للغاية على شاشة عالية الدقة، مع صور ثلاثية الأبعاد أكثر تفصيلا مقارنة بالعين المجردة.
لا يمكن للجراحة الروبوتية أن تحل محل الطبيب الجراح، وإنما هي وسيلة لتعزيز مهارات الجراح، حيث تتيح له استخدام الأدوات من خلال أذرع روبوتية يتم توجيهها عبر وحدة تحكم مجاورة.
يمكن استخدام الجراحة الروبوتية في العديد من العمليات الجراحية، والتي يتم النظر إليها باعتبارها عمليات جراحية كبرى، مثل: استئصال سرطان البروستاتا، والكلى، والكبد، والرحم، والقولون، والبنكرياس؛ ويتم اختيار المرضى الذين قد يخضعون لهذا النوع من الجراحة بعد:
– اتخاذ قرار مشترك من أعضاء اللجنة متعددة الاختصاصات.
– الأخذ بعين الاعتبار معايير محددة لكل حالة مرضية على حِدة.
